للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقالوا: كيف قال: {إِنَّنِي مَعَكُمَا} .

وقال في آية أخرى: {إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ} .

فشكوا في القرآن من أجل ذلك١.

أما قوله: {إِنَّا مَعَكُمْ} فهذا في مجاز اللغة٢، يقول الرجل للرجل: إنا سنجري عليك رزقًا، إنا سنفعل بك كذا.

وأما قوله: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} فهو جائز في اللغة، يقول الرجل الواحد للرجل: سأجري عليك رزقاً، أو سأفعل بك خيرًا ٣.

قال الإمام أحمد رحمه الله: وكذلك الجهم٤ وشيعته، دعوا الناس إلى المتشابه٥ من القرآن والحديث، فضلوا وأضلوا بكلامهم


١ قال الشنقيطي رحمه الله: قوله تعالى: {قَالَ كَلاَّ فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ} [الشعراء: ١٥] .
صيغة الجمع في قوله: {إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ} للتعظيم.
٢ انظر: منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز للشيخ الشنقيطي -رحمه الله- "٢٣٧/١٠-٢٦٥" ملحق أضواء البيان.
٣ انظر: تفسير الطبري "١٧٠/١٦" "٦٥/١٩" وتفسير ابن كثير "١٦٤/٣، ٣٤٧".
٤ الجهم: هو ابن صفوان الراسبي أبو محرز. قال الذهبي: أبو محرز السمرقندي الضال المبتدع، رأس الجهمية، هلك في زمان صغار التابعين، وما علمته روى شيئًا، لكنه زرع شرًّا عظيمًا. "ميزان الاعتدال" "٤٢٦/١ رقم: ١٥٨٤".
٥ عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: إنه سيأتي ناس يجادلونكم بشبهات القرآن فخذوهم بالسنن، فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله.
أخرجه الدارمي "رقم: ١٢١" وابن بَطَّة في الإبانة الكبرى "رقم: ٦٢، ٦٣" واللالكائي "رقم: ٢٠٣". وشبهات القرآن أي المتشابه وترك المحكم. وقد تقدم حديث عائشة: "إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم". وهو عند مسلم "رقم: ٢٦٦٥".

<<  <   >  >>