قال أحمد -رحمه الله- فقلنا لهم: لم أنكرتم أن أهل الجنة ينظرون إلى ربهم؟ فقالوا: لا ينبغي لأحد أن ينظر إلى ربه؛ لأن المنظور إليه معلوم موصوف، لا يرى إلا شيء يفعله.
فقالوا: إن معنى: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} أنها تنتظر الثواب من ربها، وإنما ينظرون إلى فعله وقدرته. وتلو آية من القرآن:{أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ}[الفرقان: ٤٥] .
فقالوا: إنه حين قال: {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ} أنهم لم يروا ربهم، ولكن المعنى: ألم تر إلى فعل ربك؟
فقلنا: إن فعل الله لم يزل العباد يرونه، وإنما قال:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} .