ومما يحتج به الحلولية مما يلبسون به على من لا علم معه قول الله عز وجل: {هوَ الأَوَّلُ والآَخِرُ والظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} [الحديد: ٣] وقد فسر أهل العلم هذه الآية: هو الأول: قبل كل شيء من حياة وموت. والآخر: بعد الخلق. وهو الظاهر: فوق كل شيء، يعني السموات. وهو الباطن: دون كل شيء، يعلم ما تحت الأرضين، ودل على هذا آخر الآية: {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} . كذا فسره مقاتل بن حيان ومقاتل بن سليمان، وبينت ذلك السنة. حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن شاهين قال: حدثنا يوسف بن موسى القطان، قال: حدثنا جرير عن مطرف عن الشعبي عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "اللهم أنت الأول، فليس قبلك شيء، وأنت الآخر، فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن، فليس دونك شيء". قال محشيه: إسناده حسن.