وقال ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية "٢٧٥/١": وهو إمام الكلام وداعية الزندقة الأول، ورأس المعتزلة، سمي به؛ لاعتزال حلقة الحسن البصري، وهو الذي لعنه إمام أهل الأثر مالك بن أنس الأصبحي، وإمام أهل الرأي النعمان بن ثابت الكوفي أبو حنيفة، وحذر منه إمام أهل المشرق عبد الله بن المبارك الحنظلي. ١ قال ابن تيمية -رحمه الله- في درء تعارض العقل والنقل "٤١٠/٢، ٤١١": قلت: فهذا الذي ذكره الإمام أحمد في مناظرة جهم لأولئك السمنية، هم الذين يحكي أهل المقالات عنهم أنهم أنكروا من العلم ما سوى الحسيات، ولهذا سألوا جهمًا: هل عرفه بشيء من الحواس الخمس؟ فقال: لا. قالوا: فما يدريك أنه إله؟ فإنهم لا يعرفون إلا المحسوس، وليس مرادهم أن الرجل لا يعلم إلا ما أحسه، بل لا يثبتون إلا ما هو محسوس للناس في الدنيا. وهؤلاء كالمعطلة الدهرية الطبائعية من فلاسفة اليونان ونحوهم، الذين ينكرون ما سوى هذ الوجود الذي يشاهده الناس ويحسونه، وهو وجود الأفلاك وما فيها. ثم قال رحمه الله: والحجة التي ذكرها أحمد عن الجهم أنه احتج بها على السمنية، هي من أعظم حجج هؤلاء النفاة الحلولية منهم، ونفاة الحلول والمباينة جميعًا، فإن النفاة تارة يقولون بالحلول والاتحاد أو نحو ذلك، وتارة يقولون: لا مباين للعالم ولا داخل فيه.