للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله، فما فضل المؤمن على الكافر؟

والحمد لله الذي لم يجعلنا مثل جهم وشيعته، وجعلنا ممن اتبع، ولم يجعلنا ممن ابتدع، والحمد لله وحده ١.


١ قال ابن القيم -رحمه الله- في كتابه "حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح" "ص: ٤٠٢":
الباب الخامس والستون في رؤيتهم ربهم تبارك وتعالى وتجليه لهم ضاحكًا إليهم.
هذ الباب أشرف أبواب الكتاب وأجلها قدرًا وأعلاها خطرًا وأقرها لعيون أهل السنة والجماعة وأشدها على أهل البدعة والضلالة، وهي الغاية التي شمر إليها المشمرون، وتنافس فيها المتنافسون، وتسابق إليها المتسابقون، ولمثلها فليعمل العاملون، إذا ناله أهل الجنة نسوا ما هم فيه من النعيم، وحرمانه والحجاب عنه لأهل الجحيم أشد عليهم من عذاب الجحيم، اتفق عليها الأنبياء والمرسلون، وجميع الصحابة التابعون وأئمة الإسلام على تتابع القرون، وأنكرها أهل البدع المارقون والجهمية المتهوكون والفرعونية المعطلون والباطنية الذين هم من جميع الأديان منسلخون والرافضة الذين هم بحبائل الشيطان متمسكون ومن حبل الله منقطعون.
ثم قال ابن القيم رحمه الله:
الدليل الثالث: قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [يونس: ٢٥، ٢٦] فالحسنى الجنة، والزيادة: النظر إلى وجهه الكريم، كذلك فسرها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي أنزل عليه القرآن، فالصحابة من بعده. ثم ذكر حديث صهيب، وحديث أنس وكعب بن عجرة وأبي بن كعب وأبي موسى الأشعري مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم: "أن الحسنى الجنة، والزيادة: النظر إلى وجهه الكريم".
ثم ذكر هذا التفسير موقوفًا على أبي بكر الصديق وحذيفة بن اليمان وأبي موسى الأشعري وابن مسعود.
وذكر أيضًا أن هذا التفسير هو قول كل من: عبد الرحمن بن أبي ليلى وعامر بن سعد وإسماعيل بن عبد الرحمن السدي والضحاك بن مزاحم وعبد الرحمن بن سابط وأبي إسحاق السبيعي وقتادة وسعيد بن المسيب والحسن البصري وعكرمة مولى ابن عباس ومجاهد بن جبر. =

<<  <   >  >>