ثم قال رحمه الله: والمقصود هنا أن المعروف عند أئمة السنة إنكارهم على من قال: أسماء الله مخلوقة، وكان الذين يطلقون القول بأن الاسم غير المسمى هذا مرادهم. وقال الدارمي -رحمه الله- في نقضه على المريسي الجهمي العنيد "١٦١/١، ١٦٢": فمن ادعى أن صفة من صفات الله تعالى مخلوقة أو مستعارة فقد كفر وفجر؛ لأنك إذا قلت: الله فهو الله. وإذا قلت: الرحمن فهو الرحمن. وهو الله. وإذا قلت: الرحيم فهو كذلك. وإذا قلت: حكيم حميد مجيد جبار متكبر قاهر قادر، فهو كذلك، وهو الله سواء. لا يخالف اسم له صفته ولا صفته اسْمًا. ثم قال رحمه الله: والله تبارك وتعالى اسمه كأسمائه سواء، لم يزل كذلك ولا يزال، لم تحد له صفة، ولا اسم لم يكن كذلك قبل الخلق كان خالقًا قبل المخلوقين، ورازقًا قبل المرزوقين وعالِمًا قبل المعلومين، وسميعًا قبل أن يسمع أصوات المخلوقين، وبصيرًا قبل أن يرى أعيانهم مخلوقة.