للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ورحم الله عمران القصير حين قال: إياكم والمنازعة والخصومة، وإياكم وهؤلاء الذين يقولون: أرأيت أرأيت؟

ورضي الله عن عمر الفاروق القائل: سيأتي ناس يجادلونكم بشبهات القرآن فخذوهم بالسنن، فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله تعالى.

وها هو إمام السنة -رحمه الله- الإمام المبجل أحمد بن حنبل الأعلم بالسنة يتصدى لأولئك النفر الذين خلعوا ربقة الإسلام من أعناقهم: الزنادقة والجهمية. في رسالته القيمة التي فند فيها مزاعم أهل الزيغ والضلال، ولم يأت الإمام أحمد ببدع من القول، بل كان على عهد من سلفه من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وتابعيهم رضي الله عنهم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وأحمد بن حنبل وإن كان قد اشتهر بإمام السنة والصبر في المحنة، فليس ذلك لأنه انفرد بقول أو ابتدع قولا، بل لأن السنة التي كانت موجودة معروفة قبله علمها ودعا إليها وصبر على من امتحنه ليفارقها، وكان الأئمة قبله، قد ماتوا قبل المحنة، فلما وقعت محنة الجهمية: نُفاة الصفات، في أوائل المائة الثالثة١ على عهد المأمون وأخيه المعتصم ثم الواثق- ودعو الناس


١ جاء في حاشية منهاج السنة النبوية "٢/ ٦٠٢": قلت: والعجب أن الشارح ابن تيمية مع تبحره، وتتبعه وإحاطته بأخبار الأولين أخطأ بهذا، إذ التهجم كان أقدم من هذا التاريخ بكثير وكان ولادة إمامنا أبي حنيفة سنة ثمانين ووفاته سنة خمسين ومائة، وقد اشتهر مذهب جهم بن صفوان الترمذي في عهد أبي حنيفة رضي الله عنه ... ثم قال محقق منهاج السنة الدكتور محمد رشاد سالم رحمه الله: وابن تيمية يقول: إن الجهمية =

<<  <   >  >>