للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما قول موسى: {وأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} فإنه حين قال: {رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي} [الأعراف: ١٤٣] ، ولا يراني أحد في الدنيا، إلا مات.

{فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف: ١٤٣] .

يعني أول المصدقين، أنه لا يراك أحد في الدنيا إلا مات.

وأما قول السحرة: {أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ} يعني أول المصدقين بموسى من أهل مصر من القبط.

وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} يعني من أهل مكة. فهذا تفسير ما شكَّت فيه الزنادقة١.


= يومئذ أول من آمن بآياته حين رأوها. انظر: فتح القدير "١٤٤/٤"
١ انظر: تفسير الطبري "١١٢/٨" "٥٥/٩" "٧٤/١٩" وتفسير ابن كثير "٢١٤/٢، ٢٦٣" "٣٥٠/٣".

<<  <   >  >>