للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وراج بهما إلى اليمن معه، بعد أن كرهوا الانتقال عن دينهم وكانوا صابئين، فحاكمهم الحبران إلى النار بضروان، فدخلاها وقد تقلدا التوراة، ودخل معهما أربعون من حمير، فاحترق الحميرون وسلم الحبران، وتهودت حمير جميعاً. وقد روى أنَّ هذه القصة مع جده أبي كرب وهو الأصح، وان قصة تبع هذا بيثرب، إنَّ رجلان من عسكره لمّا صار هناك دخل حديقة لبعض اليهود فاسترقى نخلة منها مكان اليهودي غائباً، فدخل فوجد الحميري في رأس النخلة، فرماه بحجر فوقعت على قلبه، وقال: إنّما النخل لمن أبره، يعني لمن ألقحه، فوقع الحميري ميتاً، فحمل عسكر السلاح، فهربت اليهود إلى دار الأطام وهي الحصن من الطين؛ فقامت الأوس والخزرج دونهم، لأنهم جيرانهم وحلفائهم، فلما أمسوا ملأوا أتراسهم تمراً وأدلوا إلى العسكر، وقالوا إنكم أضياف فكلوا، فبلغ ذلك الملك تبع فأعجبهم فعله، وقال ما أعجب أمرنا وأمر عشائرنا، يعني الأوس والخزرج منعوا جيرانهم وحلفاءهم منا، ولا طاقة لهم بنا، وأرسلوا بالقرى للعسكر الذين يقاتلونهم، لا أعتراض لجيرانهم، فلما علمت الأوس والخزرج أنَّ الملك قد كف عنهم العسكر، خرج إليه سيدهم كلفة بن عوف بن مالك لن الأوس ومالك بن العجلان بن يزيد بن سالم بن الغوث بن الخزرج، فسلما عليه فاكرمهما وحياهما ووهب الدرع الرابعة لكلف بن عوف، وهي التي صارت إلى أحيحة بن الجلاح بن الجريش بن حجيرة بن كلفة بن عوف، فوهبها لقيس بن زهير بن جذيمة العبسي. وهي التي أخذها منه الربيع بن زياد. وعفا تبع هذا عن اليهود. وكان آخر من غزا بلاد الأعاجم من ملوك حمير

<<  <   >  >>