وفاته دهرا طويلا. وكان من أحسن الملوك سيرة، وأعلمهم بسيرة آبائه وأجداده. ثم أنَّه خطب إلى ذي القرنين ابنته أم البنين فزوجه بها، فلم يلبث معها إلاّ شهراً حمير توفي وهي حامل بوائل، وخلف في الملك ذا القرنين، وتوافقت على مقامه حمير وكهلان، وسنذكر حبر ذي القرنين. وكان مع الغوث بن جيدان من بني كهلان؛ مازن بن الغوث بن الأزد عاملا على أهل الثغور ولمّا نشأ بن الغوث وخال فيه جده ذو القرنين ما يصلح للملك أشار للناس اليه، فقام وائل بن الغوث بالمملكة، وسار في الناس سيرة حسنة حميدة، وساس أهل زمانه سياسة حسنة، واستكملت جزيرة العرب - من اليمن إلى الحجاز والعروض والبحرين وأدانى الشام - طاعة له وإجابة؛ فلما رأت ذلك ملوك بابل والمشرق ومصر والمغرب خافوا منه أنْ يلاقوا مثل ما لقي آباؤهم الأولون من سبأ بن يشجب، وقاموا من الحمول مع ذي القرنين وسيأتي ذكر نسبه فيما بعد إنَّ شاء الله تعالى. فقال ملوك الآفاق المذكورة: هذا رجل معه بقية من ملك آبائه، وطاعتة ومحبة من أهل الأرض من قبل أبي أمه، فلأفئدة إليه مصغية، والألباب إليه مائلة فداروه عنهم بالروح، وغمروه بالتحف والهدايا، وأدلوا له بالمصانعة وحاطوه بمن متلأهم من رعيته.
ثم نصب ابنه عبد شمس بن وائل لدهائه في السؤدد والشرف على أخيه ردمان بن وائل
[وصية وائل بن الغوث]
قال له: يا بني اتق الله في نفسك يتقيك ما سواه. واعلم أنك ومن تحت يدك عباد