للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خيمت في لجج البحار فلم يكن ... للناس غير ترجم الأخبار

قالوا أبن ذي يزن يسير إليكم ... فحذار منه ولات حين حذار

والعام عام قدومه ولعله ... نابت عليه نوائب. . . . . . . .

حتى إذا أمنوا المغار عليهم ... وافيت بين كتائب الأحرار

ما زلت. . . . . . فلهم وشريدهم ... حتى اقتضيت من العبيد بثاري

وسيف هذا هو الذي وفد عليه عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف جد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وجوه قريش ووجوه قبائل العرب يهنئونه بالظفر على العبيد الحبشة، وما أيده الله به، فاستأذنوا بالدخول عليه، فأذن لهم سيف ذي يزن، واسمه ذو يزن بن عثمان بن عفير بن زرعة بن الحارث، واستأذنه عبد المطلب

بالكلام فقال: إنْ كنت ممن يتكلم بين يدي الملوك وأبناء الملوك، وعن يمينه ويساره المقاول وأبناء المقاول وهو ينفح بالمسك والعنبر في مفرقه وعارضيه، وعليه حلل القز والحرير، فقال له عبد المطلب: إن شاء الله تعالى قد أحلك محلا رفيعا منيعا، صعبا شامخا باذخا، وأتيتك منبتا طابت أرومته، وعزت جرثومته، وثبت أصله، وبسق فرعه، في أكرم معدن وأطيب موطن. وأنت ابيت اللعن، رأس العرب الذي به تنقاد، وعمودها الذي عليه العماد، ومعقلها الذي يلجأ إليه العباد، وربيعها الذي تخصب منه البلاد. سلف خير سلف، وأنت فيهم خير خلف، ولم يخمل ذكر من أنت سلفه، ولن يهلك من أنت خلفه. ونحن أيّها الملك، أهل حرم الله، و. . . . . . . . البيت الحرام، أشخاصا إليك أيها الملك، الذي أبهجنا من ذكر ما سرنا من كشفك الكرب الذي فدحنا، والغم الذي أقلقنا والهم الذي أكربنا، فنحن وفد التهنئة لا وفد المرزئة. فهذا الذي أوفدنا إليك أيها

<<  <   >  >>