للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لأجل ما سمع منها، وسجد الناس منه، واسقط في يدها، حين رأت عجيب ما صنع سليمان، فلما رفع رأسه قال: ويحك ماذا قلت؟ قالت، وأنسيت ما قلت (رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين) فأسلمت وحسن إسلامها. قال فزعموا أنَّ سليمان قال لها - حين أسلمت وفرغت من أمرها - اختاري رجلاً من قومك أزوجك به. قالت: ومثلي - يا نبي الله - ينكح الرجال، وقد كان لي في قومي من الملك والسلطان ما كان لي، قال: نعم أنَّه لا يكون في الإسلام إلاّ ذلك، ولا ينبغي لك أنْ تخرجي مما أحل الله لك، فقالت: زوجني - إنْ كان ولا بد من ذلك - ذا بتع. قال واسمه موهوب إل. وإل سم الله تعالى، أي هبة الله عز وجل، وحمير تقول: اسم ذي بتع بريل. قال الفيروزي: ومات ذو بتع بريل. قال علقمة:

أو مثل صرواح وما دونها ... مما بنت بلقيس أو ذو بتع

فزوجه إياها، وردها إلى اليمن، وسلط زوجها ذا بتع على اليمن، وأولاده الساكنون بالسحول. ودعا زوبعة أمير حي الجن فقال: اعمل لذي بتع ما استعملك بقومك، فصنع ذو بتع المصانع باليمن، ولم يزل بها ملكا حتى توفي سليمان عليه السلام. فهذا ما روى محمّد بن إسحاق بن يسار مولى قريش

وقال قوم: بل تزوج بها سليمان بن داود، وربما كان ذلك والله اعلم. والصحيح

<<  <   >  >>