للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حتى أفنوهم، وبلغ ذلك النجاشي، فعلم أنَّه قد غدر بهم، فوجه قائدين بجيش عظيم إلى اليمن يقال لأحدهما إرياط والآخر إبرهة الاشرم، فلقيهم ذو نواس بمن معه فقاتلهم، فلما رأى أنَّه لا طاقة له بهم، أقتحم البحر بنفسه وفرسه، فغرق فيه، ففي ذلك يقول علقمة ذو جدن:

أو ما فعلت بقيل حمير يوسف ... أكل الثعالب لحمه لم يقبر

ورأى بأن الموت خير عنده ... من أنَّ يدين لأسود أو احمر

ثم جمع النعمان بن عفير أبو يوسف جموعا من أهل اليمن وقاتل الحبشة بالسحول، فهزموه إلى قتل شرعة فيمن تبعه من أهل اليمن، ولحقهم الحبشة فقاتلوهم، فلم يكن لهم بهم طاقة، واستولت الحبشة على اليمن وقال نشوان:

وأتى أبن ذي يزنٍ بأبنا فارس ... لمّا تغرب وانثنى بنجاح

فغدا الأحباش للأعارب أعبدا ... يشرونهم بخسارة ورباح

الملك سيف بن ذي يزن بن النعمان بن عفير بن زرعة بن الحارث بن النعمان بن قيس أبن عبيد بن سيف الأكبر أبن عامر ذي يزن وهو الذي عنى عمرو بن

العاص بقوله

<<  <   >  >>