وغمدان إذ غمدان لا قصر مثله ... زهاء وتشييداً يحاذي الكواكبا
ومأرب إذ كانت وأملاك مأرب ... توافي جباة الصين بالخرج ماربا
وأصحاب بينون وأصحاب ناعط ... خلا ملكهم منهم وأصبح عازبا
وقل في ظفار يوم كانت وأهلها يدينون نهراً شرقها والمغاربا
لهم دانت الدنيا جميعاً بأسرها ... تؤدى إليهم خراجها الروم دائبا
فمن ذا يرجى الملك من بعد حمير ... ويأمن تكرار الردى والنوائبا
أولئك مأوى للنعيم كفاهم ... ولكن وجدنا الخير للشر صاحبا
وقد ذكرت الشعراء ملوك حمير في أشعار كثيرة لا يحتملها هذا الموضوع لكثرتها ومدى ما ملكوا كثير يزيد على ثلاثة آلاف سنة وثلاثمائة سنة على ما ذكر أصحاب السير في تاريخهم.
وقال نشوان:
أين الهميسع ثم أيمن بعده ... وزهير ملك زاهر وضاح
في عصره هلكت ثمود بناقةٍ ... لقيت بها ترحاً من الأتراحِ
الهميسع بن حمير سبأ. ولمّا توفي حمير قام الهميسع مقام أبيه حمير وحفظ وصيته واستقام عليها وعمل بها، وأجرى الناس على ما كان أجراهم عليه حمير حين ولاه أبوه