للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لقد كن يأتين الغواني يزرنني ... بأردانها مسك ذكي وعنبر

ولمّا رأين البيض شيبي وذرنني ... ونادينني: يا عم والشيب يوذر

تنفرن عني حين أبصرت شاملا ... على مفرقي كالقطن بل هو أنور

وكن خلالي يوم شعري كأنه ... جناح غداف أسود حين ينثر

أريع عليه ألبان في كل ليلية ... فيصبح جعداً كالعناقيد يقطر

وقد كنت أمشي كالردني ثابتاً ... فصرت كأني ضالع الرجل أصور

فبدلت شيباً بعد ما أسود حالك ... متى مسه خضب إذا هو احمر

كرابية حمراء في رأس حالق ... على شعف باد لمن يتبصر

علا الشيب رامي بعدما كان أسودا ... وفي الشيب آيات لمن يتفكر

وبعد الشباب الشيب والضعف والفنا ... وموت له قدر عبوس مكدر

فكم كم من الأملاك قد ذل ملكهم ... وهل من نعيم دائم لا يغير

سوى ملك ربي ذي الجلال فإنه ... له الملك يقضى ما يشاء ويقدر

لقد كان قحطان الندى القرم جدنا ... له منصب في رافع السمك يشهر

ينال نجوم السعد إنَّ مد كفه ... تقل أكف عند ذلك وتقصر

ورثنا سناء منه يعلو ومتحداً ... منيف الذرى سامي الأرومة يذكر

إذا انتسبت شوس الملوك فإنما ... لنا الراية العليا التي ليس تكسر

لنا ملك ذي القرنين هل نال ملكه ... من البشر المخلوق خلق مصور

<<  <   >  >>