على قلوب شبابنا اليوم، الوسوسةُ إليهم بأن المحل الأقرب لقضاء الوَطَر هو المصاحبة أو المساكنة إلى حين القدرة على الإنفاق على عائلة بأكملها، فيقضي بذلك شبابه مستغرقاً في الأوزار، لا تهدأ شهوته طوال سني شبابه، بل وكهولته، فهو يؤجّجها مراراً وتكراراً، متقلباً من خليلة إلى أخرى، والعياذ بالله، باسم ما يسمونه (الحب) ، ويكون الصوم والتقوى، وطلب العفة من أبعد المعاني عن قلبه وعن نفسه، ثم تجده بعد ذلك وقد اضطربت نفسه، وهو يشعر بفراغ روحي واجتماعي لا يملأه سوى الاستقامة والانصراف إلى كنف أسرة هادئة مستقرة، لذا فإنك تجد أن هؤلاء هم أكثر الناس، تأثراً بالوساوس، ومن أكثرهم تردداً إلى أبواب السحرة والمشعوذين يسألونهم استمالة قلب فلانة، أو منحهم حُجُباً يعلقونها للتحبيب، أو للتفريق، أو يقصدونهم لضرب برمل أو فتح مندل لمعرفة من سَلَبَتْ قلبَه فمنعَتْه عن معشوقته المستجدة. وهكذا اتخذوا الشياطين أولياء بإسرافهم على أنفسهم بالمعاصي فزينت لهم أعمالهم، باسم الحب والحرية الشخصية، وتحقيق الذات!!
هذا، وإن حفظ الفرج عن الحرام، إنما هو محصّلة لتحصين القلب عن الانصياع لداعي الهوى، وحفظ العين عن رؤية ما يحرم، وحفظ السمع عن سماع المجون، وحفظ اللسان عن الخضوع بالقول، وعن قول الرفث، وحفظ اليد عن لمس ما يحرم لمسه، وحفظ الرِّجل عن المشي إلى حرام، عند ذلك يُحفَظ الفرج، ويصدِّق عفةَ الأعضاء، وإن تبعت العينُ النظرَ المحرّم واللسانُ قولَ الفحش، تمنت النفس واشتهت فربما صدّق الفَرْجُ ذلك، وقاربَ العبدُ الزنا ولم يكن في خاطره يوماً أن يفعل!! وانظر - رعاك الله وقد عرفت ذلك - إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنَ الزِّنَا، مُدْرِكٌ ذَلِكَ لاَ مَحَالَةَ، فَالْعَيْنَانِ