للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رابعًا: ذكر بعض ما صحَّ - في السُّنة النبوية - من صنوف ما يتداوى به.

إن الطب النبوي ليس مقصوداً لذاته في الرسالة الإسلامية، إنما أرشد إليه نبينا صلى الله عليه وسلم للدلالة على أن كل داء أمكن دفعه بصنوف الأغذية المفردة البسيطة، لم يُلجأ إلى دفعه بالأدوية المركبة، ولتعليق قلب المريض والطبيب (١) بخالق الداء والدواء، ليكون التداوي بالغذاء البسيط وبالدواء المركب أقرب إلى النفع، حيث إن قوة النفس، وتوجهها بالفأل بالشفاء بإذن الله، عامل هام للغاية ومعتبر طبًّا، ومساعد على دفع الداء وقهره.

هذا، وقد دلت السنة الكريمة على صنوف شتى مما يُتداوى به، وبين يديك - أخي القارئ - أمهات ذلك مما صحَّ في سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فإن رُمْت جميعَها مفصَّلة فدونك المطوّلات من المصنفات في ذلك: (٢) .


(١) ورد في صحيح السنة ما يفيد كراهة وصف المعالج بالطبيب، وأن الأَوْلى أن يقال: «رفيق» ، قال صلى الله عليه وسلم لأبي رِمْثَةَ رضي الله عنه: «أَنْتَ رَفِيقٌ، وَاللهُ الطَّبِيبُ» ، والحديث أخرجه أبو داود برقمي (٤٢٠٧-٤٢٠٨) ، والترمذي (٢٨١٢) ، وغيرهما. وأبو رِمْثَةَ، هو: رفاعة بن يثربي، التميمي، وقيل اسم رمثة: حبيب، روى عنه إياد بن لقيط، اهـ. انظر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب، لابن عبد البَرّ. (٢/٥٠١) . ومعنى «أنت رفيق» : [أنك ترفق بالمريض، فتحميه مما تخشى أن لا يحتمله بدنُه، وتطعمه ما ترى أنه أرفق به، بينما الطبيب: هو العالم بحقيقة الداء والدواء، والقادر على الصحة والشفاء، وليس ذلك إلا الله الواحد القهار] . اهـ. انظر: شرح السنة للإمام البغوي رحمه الله (١٠/١٨٢) .
(٢) من تلك الكتب: كتاب «الطِبِّ النبوي» ، للإمام ابن القيم، و «الطب النبوي» للإمام الذهبي، و «الآداب الشرعية» لابن مفلح المقدسي، و «كتاب الأمراض والكفارات والطب والرّقيات» ، للإمام الضياء المقدسي، رحم الله الجميع.

<<  <   >  >>