للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

القول الخامس: إنها ثمانية مصاحف، (المدينة والإمام والشام والكوفة والبصرة ومكة واليمن والبحرين)، وهو قول الإمام الشاطبي في العقيلة (١)، والناظم (٢)، والإمام ابن الجزري (٣).

القول السادس: إنها تسعة مصاحف، وهو قول اليعقوبي في تاريخه (٤).

قلت: ولعلَّ أولى الأقوال وأرجحها على -حدِّ علمي -أَنَّها سِتَّةُ. والله تعالى أعلم.

قال الإمام السخاوي (ت: ٦٤٣ هـ): «فَلَمَّا فَرَغَ عثمانُ رضي الله عنه من أمر المصاحفِ، حَرَقَ ما سِوَاهَا، وردَّ تلك الصحف الأولى إلى حفصةَ رضي الله عنها فكانت عندها، فلمَّا ولي مَرْوانُ المدينة، طَلَبَهَا ليُحْرِقَهَا فلم تجبهُ حفصة رضي الله عنها لذلك، ولم تبعث بها إليه، فلمَّا ماتت، حضر مَرْوان جنازتها، وطلب الصحف من أخيها عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وعزم عليه في أمرها، فسيَّرها عند انصرافه فحرقها، خشية أن تظهر فيعود الناسُ إلى الاختلاف» (٥).

وقوله: (وَمُخْطِئٌ مُدَّعٍ لِّاهْمَالَ وَالخَلَلَا) أخبر النَّاظِمُ رحمه الله أنَّه قد أَخْطَأَ من ادَّعى أنَّ في مصحف عثمان رضي الله عنه إِهْمَالًا أَوْ خَلَلًا.

قال الناظم: «جميع ما كُتِبَ في المصحف الكريم صحيحٌ متواترٌ في التلاوةِ. وقد أخطأ الملاحدة، وهم غلاة الشيعة، وضَلُّوا ضلالًا بعيدًا في قولهم: إنَّ الذين كتبوا المصاحف أسقطوا من التلاوة أشياء، وَغَيَّرُوا نَظْمَهُ» (٦).

قال القاضي أبو بكر الباقلاني (ت: ٤٠٣ هـ): «وجميع القرآن الذي أنزله الله تعالى،


(١) انظر: العقيلة، البيتين رقم: ٣٦ - ٣٧.
(٢) انظر: جميلة أرباب المراصد: ٢٣٥ - ٢٣٦.
(٣) انظر: النشر: ٢/ ٢٥ - ٢٦.
(٤) انظر: تاريخ اليعقوبي: ٢/ ٦٦.
(٥) انظر: الوسيلة: ٧٦ - ٧٧.
(٦) انظر: جميلة أرباب المراصد: ١٢٩.

<<  <   >  >>