وإذا كان الكفر مما أراده فقد فعله، وقدره، وأحدثه، وأنشأه، واخترعه، وقد تبين ذلك بقوله تعالى:(أتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون) من الآية (٩٥ - ٩٦ /٣٧) فلو كانت عبادتهم للأصنام من أعمالهم كان ذلك مخلوقا لله تعالى، وقد قال الله تعالى:(جزاء بما كانوا يعملون) من الآية (١٧ /٣٢) يريد أنه تعالى يجازيهم على أعمالهم، فكذلك إذا ذكر عبادتهم للأصنام وكفرهم بالرحمن، ولو كان مما قدروه وفعلوه لأنفسهم لكانوا قد فعلوا وقدروا ما خرج عن تقدير ربهم وفعله، وكيف يجوز أن يكون لهم من التقدير والفعل والقدرة ما ليس لربهم؟ فمن زعم ذلك فقد عجَّز الله. تعالى الله عن قول المعجزين له علوا كبيرا.
ألا ترى أن من زعم أن العباد يعلمون مالا يعلمه الله عز وجل