ولِم زعمت هذا وقد سمى أهل اللغة بصر القلب بصرا، كما سموا بصر العين بصرا، وإن جاز لك ما قلته جاز لغيركم أن يزعم أن البصر في الحقيقة هو بصر القلب دون العين، وإذا لم نجز هذا فقد وجب أن البصر بصر العين وبصر القلب.
[مسألة:]
ويقال لهم: حدثونا عن قول الله عز وجل: (وهو يدرك الأبصار) ما معناه؟
فإن قالوا: معنى (يدرك الأبصار) أنه يعلمها.
قيل لهم: وإذا كان أحد الكلامين معطوفا على الآخر، وكان قوله تعالى:(وهو يدرك الأبصار) معناه يعلمها، فقد وجب أن يكون قوله تعالى:(لا تدركه الأبصار) لا تعلمه، وهذا نفي للعلم لا لرؤية الأبصار.
فإن قالوا: معنى قوله تعالى: (وهو يدرك الأبصار) أنه يراها رؤية ليس معناها العلم. قيل لهم