للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فما يؤمنكم أن يكون كل كلام تسمعونه مخلوقا في شيء، وهو حق أن يكون كلاما لله سبحانه؟

فإن قالوا: لا تكون الشجرة متكلمة؛ لأن المتكلم لا يكون إلا حيا.

قيل لهم: ولا يجوز خلق الكلام في شجرة؛ لأن من خلق الكلام فيه لا يكون إلا حيا، فإن جاز أن يخلق الكلام فيما ليس بحي فلِمَ لا يجوز أن يتكلم من ليس بحي. ويقال لهم: لِمَ لا قلتم إنه يقول من ليس بحي، لأن الله عز وجل أخبر أن السماوات والأرض: (قالتا أتينا طائعين) من الآية (١١ /٤١) .

[مسألة:]

ثم يقال لهم: أليس قد قال الله عز وجل لإبليس: (وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين) (٧٨ /٣٨) ؟ فلا بد من نعم.

قيل لهم: فإذا كان كلام الله مخلوقا وكانت المخلوقات فانيات؛ فيلزمكم إذا أفنى الله عز وجل الأشياء أن تكون اللعنة على إبليس

<<  <   >  >>