كلاما كلمه به في الشجرة وقد خلق الله عندكم في الذراع كلاما؛ لأن الذراع قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم لا تأكلني فإني مسمومة، فيلزمكم أن ذلك الكلام الذي سمعه النبي صلى الله عليه وسلم كلام الله تعالى، فإن استحال أن يكون الله تكلم بذلك الكلام المخلوق فما أنكرتم من أنه يستحيل أن يخلق الله عز وجل كلامه في شجرة؛ لأن الكلام المخلوق لا يكون كلاما لله، فإن كان كلام الله وكان معنى أن الله تكلم عندكم أنه خلق الكلام؛ فيلزمكم أن يكون الله متكلما بالكلام الذي خلقه في الذراع، فإن أجابوا إلى ذلك؛ قيل لهم: فالله تعالى على قولكم هو القائل لا تأكلني فإني مسمومة. تعالى الله عن قولكم وافترائكم عليه علوا كبيرا.
وإن قالوا: لا يجوز أن يكون كلام الله مخلوقا في ذراع