للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيما بعد بجلاء في مقالات مونتين رائد المقالة الحديثة. كما أن كتابات أرسطوطاليس التي تميزت بالتركيز والشمول ودقة المنطق، كانت ذات أثر بالغ في مقالات باكون. زد على ذلك أنه قدم لنا أول مقالة نقدية تمتاز بعمق في التفكير ودقة في التحليل، وذلك في فصل المأساة من "كتاب الشعر".

ويعتبر ثيوفراسطوس، تلميذ أرسطوطاليس، رائدا لمقالة الشخصيات وقد جال في كتابه "شخصيات"، جولات موفقة في تصوير بعض النماذج البشرية الشريرة، وهو بهذا يعتبر الكاتب الإغريقي الوحيد الذي استطاع أن يشق الطريق لهذا النوع من المقالة، وأن يضع خطوطها الأولى جلية موحية.

أما فلوطارخوس فقد وضع أسس المقالة التأملية في كتابه "أخلاقيات" "Moralia" وخاصة في فصله الذي سماه "تأخير الطعام".

وهو أقوى الكتاب القدامى، باستثناء سنيكا، أثرا في رائدي المقالة الحديثة: مونتين وباكون.

وكذلك الشأن في الأدب اللاتيني، فإننا نجد آثار بعض أعلامه بذورا لبعض أنواع المقالة الحديثة، كالمقالة الوصفية والنقدية والتأملية. ونذكر منهم كانوا الأكبر يوليوس قيصر وسالوست وليفي وبليني الأكبر وتاكتوس وديوجينس ومرسيلينوس وكلوديان الشاعر. وهؤلاء جميعا عاشوا في الفترة الممتدة من القرن الثاني قبل الميلاد، إلى القرن الرابع بعده. إلا أن هنالك بعض الكتاب الذين تركوا أثرا أبلغ، ومنهم هوارس الذي تعتبر رسالته "فن الشعر" مقالة نقدية كتبت نظما. وكونتليان "في القرن الأول ب. م" الذي عالج في كتابه "قواعد الخطابة"، ووسائل تدريب الخطيب، وطرفا من تاريخ الأدبين الإغريقي واللاتيني، وكان له بذلك

<<  <   >  >>