للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العظيم، سوى براءة والأنفال فإنها لم تأتِ بينهما؛ وقد أجاب أهل العلم عن ذلك، والله أعلم أنهما سورة واحدة، لأنهما في موضوع القتال، فهما في موضوع واحد وكأنهما سورة واحدة، أما في بقية السور فإنها تأتي في أول ومطلع كل سورة.

ومعناها- كما قرر أهل العلم-: " {بِسْمِ اللهِ} " الجار والمجرور متعلق بمحذوف يجب أن يكون مؤخَّراً، تقديره: أستعين، بـ " {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} "، أو أبتدئ بـ " {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} " كتابي ومؤلَّفي، أو ابتدئ كلامي بـ " {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} "، فالجار والمجرور متعلق بمحذوف مؤخر.

و" {اللهِ} الله" عَلَمٌ على الذات المقدّسة، وهو لا يُسمّى به غير الرّب سبحانه وتعالى، لا أحد تسمّى بهذا الاسم أبداً، حتى الجبابرة، حتى الطواغيت والكفرة، ما أحد منهم سمّى نفسه " {اللهِ} " أبداً، فرعون قال: {أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى} ما قال: أنا الله، مع كفره لم يجرؤ أن يسمّي نفسه هذا الاسم" {اللهِ} "، وإنما هذا خاص بالله سبحانه وتعالى.

و"الله" معناه: ذو الألوهية، والألوهية معناها: العبادة، يقال: أَلَهَ يألَهُ: بمعنى: عبَد يعبُد، فالألوهية معناها: العبادة، فـ" {اللهِ} معناه: ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين، كما جاء في الأثر عن ابن عباس رضي الله عنه.

و" {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} " اسمان لله عز وجل يتضمنان الرحمة، والرحمة صِفة لله عز وجل، وكل اسم لله فإنه يتضمن صِفة من صفاته سبحانه وتعالى.

و" {الرَّحْمَنِ} ": رحمة عامة لجميع المخلوقات.

و" {الرَّحِيمِ} ": رحمة خاصة بالمؤمنين، كما قال- تعالى-: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً} .

فـ " {الرَّحْمَنِ} ": رحمة عامة لجميع المخلوقات، حتى الكفار والبهائم والدواب إنما تعيش برحمة الله، وسخّر الله بعضها لبعض من رحمته سبحانه وتعالى، فهي رحمة عامة لجميع الخلق، بها يتراحمون، حتى إن البهيمة ترفع رجلها عن ولدها رحمة به.

وأما " {الرَّحِيمِ} " فإنه رحمة خاصة بالمؤمنين {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً} .

والرحمة: صِفة من صفات الله عز وجل تليق بجلاله- سبحانه- ليست كرحمة

<<  <  ج: ص:  >  >>