للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخبر صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن الشيطان يفرّ من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة، وقال: "إنها لا تطيقها البَطَلَة" أي: الشياطين، أي لا تطيق سماع سورة البقرة، فتنبهوا لبيوتكم "لا تجعلوا بيوتكم قبوراً" هذا فيه العناية بالبيوت المسلمة، وأن لا تُهمل، ولا تُجلب إليها وسائل الشر والتدمير الخلقي، بل يُعتنى بها غاية الاعتناء، يؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيها.

كما أن في الحديث الحث على عمارة البيوت بذكر الله فيه النهي عن الصلاة عند القبور؛ من مفهوم الحديث، لأن الذي لا يصلى عنده هو القبر، فالبيت الذي لا يصلى فيه نافلة، ولا يُقرأ فيه قرآن، ولا يُدعى فيه صار مثل القبر، لأنه ممنوع من الصلاة عنده، والدعاء عنده، فالحديث يدل بمفهومه على منع الصلاة عند القبر، ومنع الدعاء عند القبور.

الكلمة الثانية، قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ولا تجعلوا قبري عيداً" العيد: اسم لما يعود ويتكرّر في اليوم أو في الأسبوع، أو في الشهر، أو في السنّة، سمي عيداً من العود، وهو التكرّر.

والعيد ينقسم إلى قسمين: عيد زماني، وعيد مكاني.

فالعيد الزماني المشروع: عيد الفطر، وعيد الأضحى، هذه أعياد الإسلام المشروعة. والعيد الزماني الممنوع: أعياد الموالد، فهي الأعياد الزمانية المحرمة، وأعياد الجاهلية التي كانوا يعملونها في الجاهلية، أعياد الفُرس: النيروز والمهرجان، وعيد الميلاد المسيحي، بل الميلاد النصراني ولا نقول المسيحي لأن الله برّأ المسيح من هذا، وإنما هو العيد النصراني، ومثله كل عيد فعله بعض المسلمين أو المنتسبين للإسلام مما لم يشرعه الله كعيد المولد للرسول، أو المولد للشيخ، أو الموالد للعظماء، أو لغير ذلك، كل هذه أعياد جاهلية، وهي أعياد زمانية جاهلية، لا يجوز عملها.

لأن الله شرع لنا عيدين: عيد الأضحى، وعيد الفطر، وكل عيد من هذين العيدين بعد أداء ركن من أركان الإسلام، فعيد الفطر بعد أداء ركن الصيام، وعيد الأضحى بعد أداء ركن الحج وهو الوقوف بعرفة، لأن الوقوف بعرفة هو الركن

<<  <  ج: ص:  >  >>