للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: نزلت في رجلين اختصما، فقال أحدهما: نترافع إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال الآخر: إلى كعب بن الأشرف، ثم ترافعا إلى عمر، فذكر له القصة، فقال للذي لم يرضَ برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أكذلك؟، قال: نعم. فضربه بالسيف فقتله.

ــ

فَرِيقاً مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْأِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١٨٨) } قيل: هذه الآية نزلت في الرّشوة التي تُدفع للحُكّام من أجل أكل أموال النّاس بالباطل، سُمِّيت رشوة؛ مأخوذة من الرِّشاء وهو الحبل الذي يُتَوَصِّل به إلى استنباط الماء من البئر، فكأن مقدِّم الرشوة يريد سحب الحكم أو جذب الحكم لنفسه دون غيره، من ذلك سمّيت رشوة.

فهذا اليهودي طلب التحاكم إلى الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعلمه أن الرسول لا يأخذ الرشوة لأن الرشوة سُحْتٌ وحرام وباطل، والرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جاء بالحقّ والعدل بين الناس.

وأما المنافق- مع أنه يزعُم الإيمان- طلب أن يتحاكم إلى اليهود لعلمه أنّ اليهود يأخذون الرشوة، فقد قال الله تعالى فيهم: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ} .

"ثم اتّفقا أن يأتيا كاهناً" والكاهن هو الذي يتلقّى عن الشّياطين في استراق السمع، فالكاهن يستخدم الشياطين، وتُخبره بأشياء من الأمور الغائبة، فيُخبِر بها الناس ويكذب معها.

"في جُهينة" وجهينة: قبيلة معروفة، وبقال: إنها حيٌّ من قُضاعَة، وهي قبيلة كبيرة.

"فنزلت: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ} ".

فيكون هذا أحد القولين في سبب نزول الآية الكريمة.

والسبب الثاني لنزول الآية:

أنها: "نزلت في رجلين اختصما، فقال أحدهما: نترافع إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال الآخَر: إلى كعْب بن الأَشْرف" وكعب بن الأشرف زعيمٌ من زعماء اليهود، وهو عربيّ من قبيلة طَيِّء، ولكن كان أخوالُه من اليهود من بني النّضير، فتهوّد، وكان من أَلَدِّ خُصوم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو الذي ذهب إلى أهل مكّة بعد غزوة بدر يرثي قتلى

<<  <  ج: ص:  >  >>