للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر ابنُ أبي حاتم عن ابن عبّاس: {يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ} : "يُشركون ".

وعنه: "سموا اللآت من الإله، والعُزّى من العزيز".

وعن الأعمش: "يُدخلون فيها ما ليس منها".

ــ

النوع الرابع: أن يدخل فيها ما ليس منها.

فدلّ على أنّ الذي يُنكر أسماء الله، أو يؤوِّلها بغير معانيها الصحيحة، أو يدخل فيها ما ليس منها أو يحرِّفها إلى مسمّيات الأصنام؛ أنّه ملحدٌ متوعَّدٌ بأشدّ الوعيد.

ثم ذكر عن ابن أبي حاتم رحمه الله، عن ابن عبّاس: " {يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ} : يُشركون " أي: يُشركون في أسماء الله.

"وعنه" أي: ابن عبّاس.

" سَمُّوا اللآت من الإله، والعُزّى من العزيز" أي: أنهم سمّوا الأصنام الكبار المعروفة عند العرب (اللات) و (العُزّى) اشتقّوا لها من أسماء الله.

"وعن الأعمش" هو: سُليمان بن مَهْران، الإمام الجليل في الحديث والفقه والتفسير.

"يدخلون فيها ما ليس منها" لأنّ القاعدة في أسماء الله: أن لا يُسمّى إلاّ بما سمّى به نفسَه، أو سمّاه به رسولُه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فما لم يسمِّ الله به نفسَه ولم يسمِّه به رسولُه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلا يجوز أن يُطلَق على الله، لكن المشركون سمّوا الله بما لم يسمِّ به نفسَه، وهذا من الإلحاد في أسماء الله، كما سمّت النصارى الله عزّ وجلّ بالأَبْ.

فهذه الآية الكريمة وما جاء في تفسيرها عن ابن عبّاس وعن الأعمش تدلّ على مسائل:

المسألة الأولى: بيان التوسُّل المشروع، وهو التوسُّل بأسماء الله وصفاته.

المسألة الثانية: بيان التوسُّل الممنوع، وهو التوسُّل إلى الله بجعل واسطة في

<<  <  ج: ص:  >  >>