وروى الخلال بإسناد، كل رجاله أئمة، عن سفيان بن عيينة قال: سئل ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن قوله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}[طه: ٥] : كيف استوى؟ قال:"الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، ومن الله الرسالة، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التصديق". وهذا الكلام مروي عن مالك تلميذ ربيعة، كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: إن الجهمية أرادوا أن ينفوا أن الله كلم موسى، وأن يكون على العرش، أرى أن يستتابوا، فإن تابوا وإلا ضربت أعناقهم. وابن مهدي هذا هو الذي قال فيه علي بن المديني: لو حلفت بين الركن والمقام أني ما رأيت أعلم منه لحلفت.
وروى ابن حاتم عن سعيد بن عامر الضبعي أنه ذكر عنده الجهمية، فقال: هم أشر قولا من اليهود والنصارى، وقد أجمع أهل الأديان مع المسلمين على أن الله على العرش، وقالوا هم: ليس على العرش شيء.
وقال عباد بن العوام أحد أئمة الحديث بواسط: كلمت بشرا المريسي وأصحابه، فرأيت آخر كلامهم: ليس على العرش شيء، أرى والله ألا يناكحوا ولا يوارثوا.