والمعنى، لكن لا يوافقه في الكيفية، فمعنى «لا سمي» يعني: لا أحد يستحق اسمه على الحقيقة؛ كما قال تعالى:{فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}[مريم: ٦٥] ، أي لا أحد يساوي الله - جل وعلا – في أسمائه وصفاته.
وقوله:«ولا كفؤ» ؛ كقوله تعالى:{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}[الإخلاص: ٤] ، أي لا أحد يكافيه سبحانه ويساويه - جل وعلا -.
وقوله:«ولا ند له» ، الند: هو المثيل أيضا {وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا} جمع ند، وهو المثيل، {وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ}[إبراهيم: ٣٠] ، فالذين عبدوا الأصنام جعلوها أندادا لله، مشابهة له سبحانه وتعالى، وإلا لماذا عبدوها معه؟ ولهذا يوم القيامة يقولون:{تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ}[الشعراء: ٩٧، ٩٨] ، يعترفون أنهم ساووهم برب العالمين في الدنيا، فاستحقوا النار يوم القيامة من باب التحسر. قال تعالى:{الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ}[الأنعام: ١] ، {يَعْدِلُونَ} يعني: يساوون به غيره من المخلوقين.
وقوله:«ولا يقاس بخلقه» ، فهو سبحانه لا يقاس بخلقه في أسمائه وصفاته، فالأسماء والصفات وإن كانت تشترك في اللفظ وجملة المعنى لكنها تختلف في الحقيقة والكيفية.
وقوله:«فهو سبحانه أعلم بنفسه وبغيره» ، هو أعلم بنفسه وأما غيره فلا يعلم عن الله إلا ما علمه الله - جل وعلا -؛ الملائكة تقول:{سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا}[البقرة: ٣٢] ، والله - جل وعلا – يقول لنبيه:{وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}[طه: ١١٤] ، والله - جل وعلا – يقول:{وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ}[يوسف: ٧٦] ، ويقول:{وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}