للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والله يعلم أن الرجل افترى علي أمورا لم أقلها ولم يأت أكثرها على بالي، فمنها:

قوله: إني مبطل كتب المذاهب الأربعة، وإني أقول: إن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء.

هل صحيح أن الشيخ يبطل كتب المذاهب الأربعة؟ هذا من أعظم الكذب، الشيخ تتلمذ على مذهب الحنابلة، ولا يجمد على مذهب الحنابلة بل يأخذ ما يقوم عليه الدليل من مذهب الشافعي أو مذهب مالك أو مذهب أبي حنيفة، هذا منهج الشيخ، هو في الأصل على مذهب الإمام أحمد، ولكن في الإفتاء يأخذ ما ترجح بالدليل سواء من مذهب الإمام أحمد أو من غيره، لا يتعصب وإنما يريد الحق، هذا منهجه في الفتوى والتعليم، يأخذ بما ترجح بالدليل من أي مذهب من المذاهب الأربعة، لكنه لا يخرج عن المذاهب الأربعة.

فقول ابن سحيم: إن الشيخ «مبطل كتب المذاهب الأربعة» . هذه كذب؛ لأنه رحمه الله ما خرج عن المذاهب الأربعة، بل هو يستفيد منها، ويفتي بما ترجح بالدليل منها، سواء وافق مذهبه الحنبلي أو لم يوافقه؛ لأنه يريد الحق.

وقوله: «إن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء» ، يعني: أنه يكفر الناس، هذا من افتراءات ابن سحيم أن الشيخ يكفر الناس، لماذا يكفر الناس؟ لأنه يدعو إلى التوحيد، وينهى عن الشرك، فهو بهذا – يزعمون – أنه يكفر الناس، وهو إنما يدعو إلى التوحيد وينهى عن الشرك، وما كفر الناس، هو ما كفر إلا من ثبت كفره بالدليل من الكتاب والسنة، كما جاء في النواقض العشرة التي كتبها.

<<  <   >  >>