وبإعادة الأرواح إلى الأجساد، فيقوم الناس لرب العالمين، حفاة عراة غرلا، تدنو منهم الشمس.
ثم بعد القبر: البعث، وهو: إعادة الأرواح إلى الأجساد، وقد أنكره المشركون والملاحدة، وقد مر بنا شيء من البراهين على ثبوته في القرآن الكريم، وهي أدلة عقلية مذكورة في القرآن، منها:
* أن القادر على البداءة قادر على الإعادة من باب أولى، هذا دليل عقلي ودليل سمعي أيضا، دليل عقلي سمعي.
* ومنها أن القادر على إحياء الأرض بعد موتها قادر على إحياء الأجسام بعد موتها.
* ومنها أن الله سبحانه منزه عن العبث ومنزه عن الظلم، فلا بد من إقامة العدل بين عباده، وهذا إنما يكون في الآخرة، ولا يكون في الدنيا.
والقيام من القبور، قال الله - جل وعلا – فيه:{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ}[الزمر: ٦٨] ، صعق يعني: مات، هذه نفخة الصعق، فيصعق كل من في السماوات والأرض إلا من شاء الله، قيل: الملائكة، وقيل: الحور العين.
ثم يؤمر فينفخ النفخة الثانية، فيقوم الناس من قبورهم لرب العالمين، تطير الأرواح إلى أجسادها في النفخة الثانية {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} تشقق الأرض عنهم: {يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا}[ق: ٤٤] ، يخرجون من القبور ويسيرون إلى المحشر كأنهم جراد منتشر، {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُو الدَّاعِي إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ}