للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما قال: آمنوا فقط، بل قال: {آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} ، فلا يكون إيمان إلا بالعمل، فالإرجاء مذهب باطل بجميع أقسامه.

والأشاعرة جاؤوا بواحد وتركوا اثنين، فيقولون: الإيمان هو التصديق بالقلب ولو لم ينطق بلسانه، فمن صدق بقلبه فهو مؤمن حتى ولو ما يتكلم.

والحق هو مذهب أهل السنة والجماعة، وهو مأخوذ من الكتاب والسنة، أن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح.

وقوله: «يزيد بالطاعة» ، قال تعالى: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [التوبة: ١٢٤] ، دل على أن الإيمان يزيد، وأهل الضلال يقولون: لا يزيد بل هو شيء واحد في القلب. وقال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا} [الأنفال: ٢ - ٤] ، فذكر الأعمال، وحصر الإيمان في هؤلاء {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ} ، ذكر أقوالا، وذكر أعمالا: إقام الصلاة وإيتاء الزكاة ووجل القلوب، هذا هو الإيمان، فدل على أنه يزيد بالطاعة، فيزيد بالصلاة، ويزيد بالزكاة، ويزيد بتلاوة القرآن، فهو يزيد، وقال تعالى: {وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا} [المدثر: ٣١] ، دل على أن الإيمان يزيد وكذلك ينقص، بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق» ، فدل على أن الإيمان له أعلى وله

<<  <   >  >>