مجازا، فإضافته إلى الله من باب المجاز؛ لأنه هو الذي خلقه فيضاف إليه مجازا.
وليس هو المعنى القائم في نفسه كما تقوله الأشاعرة، وليس هو مخلوقا كما تقوله الجهمية، وإنما تكلم الله به حقيقة وسمعه منه جبريل وتحمله عن الله – جل وعلا – وبلغه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فالقرآن عن محمد عن جبريل عن الله – جل وعلا -، هذا سند القرآن؛ كما قال سبحانه وتعالى:{إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ}{ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ} هذا كله في جبريل.
ثم قال:{وَمَا صَاحِبُكُمْ} يعني محمدا: {وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ} كما تقوله الكفار، {وَلَقَدْ رَآهُ} أي: رأى جبريل عليه السلام على صورته الحقيقية الملكية {بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ} رأى جبريل وهو في الأفق على صورته في بطحاء مكة، ورآه مرة أخرى ليلة المعراج عند سدرة المنتهى، {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى}[النجم: ١٣] ، أي: رأى جبريل عند سدرة المنتهى ليلة المعراج، فالنبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل على خلقته الملكية مرتين، وفيما عدا ذلك يأتي إليه بصورة إنسان، ويراه الصحابة على صورة إنسان، ويظنون أنه من البشر، وأنه وافد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.