للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصار} (المائدة ٠٧٢) قال تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا * فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا} (الفرقان ٠١٧-٠١٩)

فالمعبود من دون الله سواء كان أولياء كالملائكة والأنبياء والصالحين، أو كانوا أوثاناً قد تبرؤوا ممن عبدهم ويبنوا أنه ليس لهم أن يوالوا من عبدهم، ولا أن يواليهم من عبدهم، فالمسيح وغيره، وإن كانوا برآه من الشرك بهم، لكن المقصود بيان ما فضل الله به محمداً وأمته وما أنعم به عليهم من إقامة التوحيد لله والدعوة إلى عبادته وحده وإعلاء كلمته ودينه وإظهار ما بعثه الله بن من الهدي ودين الحق، وما صانه الله به وصان قبره من أن يتخذ مسجداً، فإن هذا من أقوى أسباب ضلال أهل الكتاب، ولهذا لعنهم النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك تحذيراً لأمته وبين أن هؤلاء شرار الخلق عند الله يوم القيامة.

ولما كان أصحابه أعلم الناس بدينه وأطوعهم له لم يظهر فيهم من البدع ما ظهر فيمن بعدهم لا في أمور القبور ولا في غيرها، فلا يعرف من الصحابة من كان يتعمد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كان فيهم من له ذنوب، لكن هذا الباب مما عصمهم الله فيه من تعمد الكذب على نبيهم، وكذلك البدع الظاهرة المشهورة مثل بدعة الخوارج والروافض والقدرية والمرجئية لم يعرف عن أحد من الصحابة شيء من ذلك.

بل النقول الثابتة عنهم تدل على موافقتهم للكتاب والسنة، وكذلك اجتماع رجال الغيب بهم أو الخضر، أو غير وكذلك مجيء الأنبياء إليهم في اليقظة وحمل من يحمل منهم إلى عرفات (١) ، ونحو ذلك مما وقع فيه كثير من العباد وظنوا أنه كرامة من الله وكان


(١) قلت: ونسمع في هذه الأيام من كثير ممن يدعي الصلاح أنه رأى النبي يقظة وكذبوا في زعمهم هذا وعندما استرسلوا في ملذاتهم الدنيوية كمضغ القات عندنا في اليمن وتهاونوا عن أداء الصلوات في جماعة مع المسلمين لبسوا على العوام أنهم من أصحاب الخطوة، وأنهم يصلون الصلوات في الحرم المكي مع الجماعة ثم يعودون بنفس القوت إلى أماكنهم وظهر بسبب هذا الوضع العصري على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أضرب أمثالاً على ذلك. رجل في الحديدة من هذا الصنف يدعى مطير، زعم أنه رأى النبي مع جماعة من الصحابة وبيد النبي عود من القات قال: فسألته عنه فقال نزل به الروح الأمين، انظر كتابه " الدرة الفريدة " فإن فيه ما يحير العقول فإنا لله وإنا إليه راجعون وآخر فيالبيضاء يدعى " الشمس " ليس على العوام أنه قطب من الأقطاب فدخل أحد أكبار الدعاة إلى الله وهو محمد بن = =علي بن مسمار حفظه الله إلى مسجده فسأل عنه فقال العوام هذا قطب ثم سأل عنه في صلاة الصبح حيث لم يحضر فقال أين القطب الذي تزعمون ماله لا يصلي مع المسلمين فبهتوا، فنسأل الله الثبات على دينه.

<<  <   >  >>