للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذي ذكره إنما فيه النهي عن شدها إلى المساجد، فدل على أنه علم أن غير المساجد أولى بالنهي.

والطور إنما يسافر من يسافر إليه لفضيلة البقعة، وأن الله سماها الوادي المقدس والبقعة المباركة، وكلم الله موسى هناك، وما علمت المسلمين بنوا هناك مسجداً فإنه ليس هناك قرية للمسلمين، وأن كان هناك مسجد فإذا نهى الصحابة عن السفر إلى تلك البقعة وفيها مسجد، فإذا لم يكن فيها مسجد كان النهي عنها أقوى.

وهذا ظاهر لا يخفى على أحد فالصحابة سمعوا الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم فهموا منه النهي، وفهموا منه تناوله لغير المساجد، وهم أعلم الناس بما سمعوه، وبسط هذا له موضع آخر.

والمقصود هنا ذكر ما تنازع فيهما الأئمة المشهورين، أو غيرهم، وما لم يتنازعوا فيه، فإن بين الطرفين الذين لم يتنازع فيهما الأئمة مسائل متعددة فيها نزاع، ولكن طائفة من المتأخرين يستحبون السفر إلى زيارة قبور الأنبياء والصالحين ويفعلون ذلك ويعظمونه، لكن هل في هؤلاء أحد من المجتهدين الذين تحكى أقوالهم، وتجعل خلافاً على من قبلهم من أئمة المسلمين؟ هذا مما يجب النظر فيه، والله أعلم.

[قال المعترض]

وقال القاضي أبو الطيب: ويستحب أن يزور قبر النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن يحج ويعتمر، ثم حكى كلام جماعة من الشافعية في الزيارة كالمحاملي (١) والحليمي (٢) والماوردي (٣)


(١) هو الفقيه الإمام أبو الحسن محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل الضبي المحاملي البغدادي من كبار الشافعية،انظر ترجمته في طبقات الشافعية ٤/١٠٣ - ١٠٤ وشذرات الذهب ٣/١٨٥ والعبر ٣/٩٧ وتاريخ بغداد ١/٣٣٣ وسير أعلام النبلاء ١٧/٢٦٥.
(٢) هو القاضي العلامة رئيس المحدثين والمتكلمين، بما وراء النهر أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد بن حليم البخاري الشافعي.
انظر ترجمته في تذكرة الحفاظ ٣/١٠٣ والعبر ٣/٤٨ وطبقات السبكي ٤/٣٣٣ وطبقات الأسنوي ١/٤٠٤ -٤٠٥ وطبقات ابن هداية الله ١٢٠ وسير أعلام النبلاء ١٧/٢٣١-٢٣٢ وكشف الظنون ٢/١٠٤٧ وشذرات الذهب ٣/٤٠٧-٤٠٨.
(٣) هو الإمام العلامة أقضى القضاة أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري الماوردي الشافعي صاحب التصانيف، انظر ترجمته في تاريخ بغداد ١٢/١٠٢-١٠٣ والكامل لابن الأثير ٩/٦٥١ ووفيات الأعيان ٣/٢٨٢-٢٨٤ وميزان الاعتدال ٣/١٥٥ وطبقات السبكي ٥/٢٦٧-٢٨٥ وطبقات الأسنوي ٢/٣٨٧-٣٨٨ والبداية والنهاية ١٢/٨٠ وسير أعلام النبلاء ١٨*-٦٤ ولسان الميزان ٤/٢٦٠-٢٦١ وطبقات المفسرين للداوردي ١/٤٢٣-٤٢٥ وطبقات المفسرين للسيوطي ٢٥ وطبقات ابن هداية الله ١٥١-١٥٢ وشذرات الذهب ٣/٢٨٥-٢٨٧ وهداية العارفين ١/٦٨٩ وانظر كشف الظنون وغيرها.

<<  <   >  >>