للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حدثنا هشام بن خالد الأزرق، حدثنا الحسن بن يحيى الخشني، عن سعيد بن عبد العزيز، عن يزيد بن أبي مالك، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من نبي يموت فيقيم في قبره إلا أربعين صباحاً حتى ترد إليه روحه)) .

هكذا رواه بهذه الزيادة، وقال هذا خبر باطل موضوع، والحسن بن يحيى الخشني منكر الحديث جداً؛ يروي عن الثقات ما لا أصل له، وعن المتقنين ما لا يتابع عليه، وقال النسائي (١) : الحسن بن يحيى الخشني ليس بثقة، وقال الدارقطني (٢) : متروك، وقال عبد الغني بن سعيد المصري (٣) : ليس بشيء، وذكر أبو الحسن بن الزاغوني في بعض كتبه حديثاً متنه: ((إن الله لا يترك نبياً في قبره أكثر من نصف يوم)) .

وحكى عن بعضهم أنه قال: أراد به نصف يوم من أيام الدنيا، ثم يعيد أرواحهم إلى أجسادهم فيكونون أحياء في قبورهم،وعن بعضهم أن المراد به نصف يوم من أيام الآخرة، وهذا الحديث الذي ذكره الزاغوني حديث منكر غير صحيح، وسنذكر ما ورد في هذا الباب، والكلام عليه فيما بعد إن شاء الله تعالى.

وسعيد بن المسيب رضي الله عنه، وإن كامن من سادات التابعين علماً وعملاً وزهداً وورعاً، فهذا الذي رواه عبد الرزاق عنه لا يعرف عن غيره من الصحابة والتابعين وأتباعهم، وعبد الرزاق يرويه عن الثوري عن أبي المقدام عنه، ولم يذكر الثوري السماع في روايته، وأبو المقدام هو ثابت بن هرمز (٤) الكوفي الحداد والد عمرو بن أبي المقدام، وهو شيخ صالح لكن ما تفرد به ولم يتابعه غير عليه لا ينبغي أن يقبل منه، والله أعلم.

[قال المعترض]

فإن قلت: قد كره مالك رحمه الله تعالى أن يقال: زرنا قبر النبي صلى الله عليه وسلم، قلت: قال القاضي عياض، وقد اختلف في معنى ذلك فقيل كراهية الاسم لما ورد من قوله صلى الله عليه وسلم ((لعن اله زوارات القبور، وهذا يرده قوله ((كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور فزروها))


(١) انظر الضعفاء والمتروكين للنسائي ص٨٧ رقم ١٥٢.
(٢) انظر الضعفاء والمتروكين للدارقطني ص٨٢ رقم ١٩٠، وانظر التاريخ الكبير ٢/٣٠٩ والجرح والتعديل ٣/٤٤ والميزان ١/٥٣٤ والمغني ١/١٦٨ والكاشف ١/١٦٧ والتهذيب ٢/٣٢٦.
(٣) انظر التهذيب ٢/٣٢٦.
(٤) قال فيه أحمد ثقة، وقال ابن معين ثقة وقال أبو حاتم صالح، أنظر الجرح والتعديل ٢/٤٥٩ وقال فيه التقريب: صدوق يهم.

<<  <   >  >>