العجلي مستملي ابن شاهين بحديث عن الكديمي، عن شاصونة بن عبيد، قال سمعت بعض شيوخنا يقول: لما أملي الكديمي هذا الحديث استعظمه الناس، وقالوا هذا كذاب،من هو شاصونة، فلما كان بعد وفاته جاء قوم من الرحالة ممن جاءوا من عدن، فقالوا وصلنا إلى قرية يقال لها: الحردة، فلقينا شيخنا فسألناه عندك شيء من الحديث، فقال: نعم فكتبنا عنه، وقلنا: ما اسمك قال: محمد بن شاصونة بن عبيد وأملي علينا هذا الحديث فيما أملي عن أبية.
قال الخطيب: وقد وقع إلينا حديث شاصوته من غير طريق الكديمي،أخبرناه أبو عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله الصوري ببغداد، وأبو محمد عبد الله بن علي بن عياض بنأبي عقيل القاضي بصورة، وابو نصر علي بن الحسين بن أحمد بن أبي سلمة الوراق بصيدا، قالوا: أنبأنا محمد بن أحمد بن جميع الغساني، حدثنا العباس بن محبوب بن عثمان بن شاصونة بن عبيد بمكة، قال: حدثنا أبي قال: حدثني جدي شاصونة بن عبيد، قال: حدثني معرض ابن عبد الله بن معيقب اليماني، عن أبيه، عن جده قال: حججت حجة الوداع، فدخلت دار بمكة، فرأيت فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه كداره القمر، فسمعت منه عجباً أتاه رجل من أهل اليمامة بغلام يوم ولد، وقد لفه في خرفة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:((يا غلام من أنا؟)) فقال: أنت رسول الله، قال: فقال له بارك الله فيك ثم إن العلام لم يتكلم بعد.
قلت: وقد روى من وجهة أخرى لا أصل له أنه صلى الله عليه وسلم يرد على من صلى عليه عند قبره، وأنه يبلغ صلاة من صلى عليه في مكان آخر، قال أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن المرزيان الجلان: حدثنا أبو العباس عن أبي البختري، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صلى علي عند قبري رددت عليه ومن صلى في مكان آخر بلغونيه)) ، هذا حديث موضوع لا أصل له من حديث عبيد الله عن نافع، عن ابن عمر،وأبو البختري هو: وهب بن وهب القاضي،وهو كذاب يضع الحديث باتفاق أهل المعرفة بالحديث.
قال أبو طالب (١) : سمعت أحمد بن حنبل يقول: كان أبو البختري يضع الحديث
(١) هذه العبارة عن أحمد في الميزان ٤/٣٥٤ إلا أنه قال: فيما نرى وكلامه بتهامة في الكامل لابن عدي ٧/٢٥٢٦.