للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بيوتكم قبوراً وصلوا علي حيثما كنتم فإن صلاتكم تبلغني)) (١) .

وقال: ((أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة وليلة الجمعة فإن صلاتكم معروضة علي)) قالوا: كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت أي بليت قال: ((إن الله حرم على الأرض أن تأكل لحوم الأنبياء)) (٢) فأخبر أنه يسمع الصلاة من القريب وأنه يبلغ ذلك من البعيد.

وقال: ((لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) يحذر ما فعلوا قالت عائشة رضي الله عنها: ولولا ذلك لأبرز قبره، ولكن كره أن يتخذ مسجداً أخرجاه في الصحيحين (٣) ، فدفنته الصحابة في موضعه الذي مات فيه من حجرة عائشة وكانت هي وسائر الحجر خارج المسجد من قبلية وشرقية لكن لما كان في زمن الوليد بن عبد الملك عمر هذا المسجد وغيره وكان نائبه على المدينة عمر بن عبد العزيز فأمر أن تشتري الحجرة وتزاد في المسجد، فدخل الحجرة في المسجد من ذلك الزمان وبنيت منحرفة عن القبلة مسنمة لئلا يصلي أحد إليها فإنه قال صلى الله عليه وسلم: ((لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها)) رواه مسلم عن أبي مرثد الغنوي (٤) .

وزيارة القبور على وجهين زيارة شرعية، وزيارة بدعية.

فالشرعية: المقصود بها السلام على الميت والدعاء له كما يقصد بالصلاة على جنازته، فزيارته بعد موته من جنس الصلاة عليه،فالسنة فيها أن يسلم على الميت ويدعي


(١) رواه أحمد ٢/٢٤٦ راجع تحذير الساحد ص١٦.
من حديث أبي هريرة ((اللهم لا تجعل قبري وثناً)) وأما بقية الحديث فرواه أحمد أيضاً ٢/٣٦٧ من حديث أبي هريرة بسند حسن ورواه أبو داود ٢/٥٣٤ من حديث أبي هريرة أيضاً.
(٢) رواه أحمد ٤/٨ وأبو داود ١/٦٣٥، ٢/١٨٤ وابن ماجه ١٦٣٦ والنسائي ١٣/٩١ جميعاص عن أوس بن أوس والحديث من طريق الحسين بن علي الجعفي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر والصحيح أنه ابن تميم حيث كان يغلط في اسمه ولكن للحديث شواهد كما قال ابن القيم من حديث أبي هريرة وأبي الدرداء وأبي أمامة وأبي مسعود الأنصاري وأنس بن مالك والحسن بن علي راجع هذا كله. في جلاء الأنعام لابن القيم ص٣٠ - ٤١.
(٣) رواه البخاري ١/٥٣٢ و ٣/٢٠٠ ن ٢٥٥، ٦/٤٩٤ عن ابن عباس وعائشة و ١٠/٢٧٧ عنها أيضاً ومسلم ١/٣٧٦-٣٧٧ من حديثهما أيضاً وكذلك من حديث أبي هريرة وأحمد ٦/٨٠ و١٢١ و ٢٥٥ وأبو عوانه ١/٣٩٩ راجع أيضاً تحذير الساجد ص٩، ١٦، ٢٠، ٥١.
(٤) رواه مسلم ٢/٦٨٨ راجع تحذير الساجد ص٢٢.

<<  <   >  >>