الرازي، ولم يحدث عنهما لكونه سمع منهما في صغره، وحدث عن محمود بن غيلان، ومحمد بن أبان المستملي وإسحاق بن موسى الخطمي، وأبي قدامة السرخسي وغيرهم، وروى عنه الأئمة الكبار كالبخاري، ومسلم خارج الصحيح، ومحمد بنعبد الله بن عبد الحكم شيخه، ويحيى بن محمد بن صاعد وأبو علي الغساني، وإسحاق بن سعد النسوي وخلائق كثير.
كان ابن خزيمة قبلة العلم والعلماء، وإماما يقصده الناس من كل ناحية.
وكان شديد التحري للحديث، حتى ليتوقف في التصحيح لأدنى كلام يقال في الإسناد. روى الحاكم عن أبي العباس بن سريج أنه قال فيه:"إنه يخرج النكت من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمنقاش"، وقال الربيع بن سليمان:"استفدنا من ابن خزيمة أكثر مما استفاد منا"، وقال محمد بن حبان التميمي:"ما رأيت على وجه الأرض من يحسن صناعة السنن، ويحفظ ألفاظها الصحاح وزياداتها، حتى كأن السنن كلها بين عينيه إلا محمد بن إسحاق"، وقال الدارقطني:"كان ابن خزيمة إماما ثبتا معدوم النظير". عده الحاكم من فقهاء الحديث، قال:"ومصنفاته تزيد على مائة وأربعين كتابا، سوى المسائل والمسائل المصنفة أكثر من مائة جزء، فإن فقه حديث بريرة ثلاثة أجزاء، ومسألة الحج خمسة أجزاء".
وله كتاب الصحيح، وهو من أجل كتب الحديث يتلو صحيح مسلم بن الحجاج، على ما ذكره السيوطي في ألفيته، إلا أنه قد انعدم أكثره. توفي رحمه الله سنة "٣١١"١.
١ الطبقات الكبرى للشافعية جـ٢ ص١٣٠. معرفة علوم الحديث للحاكم ص٨٣، الرسالة المستطرفة للكتاني ص١٧.