لم يوص النبي صلى الله عليه وسلم لعلي، ولا لغيره بالخلافة، ولم يرد عنه في حديث صحيح أنه عين عليا للخلافة. كما أنه لم يرد من طريق صحيح أن عليا ادعى شيئا من ذلك، ولو كان عنده في ذلك شيء لذكره للصحابة، الذين كانوا لا يتوقفون في إنفاذ وصية نبيهم صلى الله عليه وسلم. بل على عكس ذلك، فقد بايع علي أبا بكر بالخلافة، كما بايع عمر ثم عثمان رضي الله عنهم.
كانت الفكرة الأولى في التشيع لعلي أن جماعة من الصحابة، يرون بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن الخلافة ميراث أدبي لعلي بن أبي طالب، وأنه أولى بها لعدة أمور منها أنه أقرب عاصب لرسول الله بعد عمه العباس، ومنها سبقه إلى الإسلام، وشهوده بدرا، وغيره من المشاهد، ومنها كونه زوج فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنها مزاياه الخلقية والعلمية، فقد كان ذا شجاعة وقوة، وعبقرية قضائية نادرة حتى قيل "قضية ولا أبا حسن لها" أما عمه العباس، فقد تأخر إسلامه إلى فتح مكة، وشهد بدرا إلى جانب المشركين، ولم تتوفر لديه تلك المزايا. إلا أن أنصار علي لم يظهروا برأيهم هذا محافظة على وحدة المسلمين، فلم يتأخروا عن بيعة أبي بكر، والخليفتين من بعده فلا وقعت الفتنة بقتل عثمان، كان أنصار علي أول من ألح عليه في تولي الخلافة.
ثم لما قام معاوية يطالب بدم عثمان، ووقعت بينه وبين علي حروب انتهت بمعركة "صفين" على ما سبق راينا أن فكرة التشيع لعلي تلبس ثوبا