جديدا، وينضم إليها كثير من الزنادقة، وأرباب الأهواء والمنافقين بقصد الإفساد في الدين، ويظهر على لسان هؤلاء الذين عرفوا بالشيعة، فيما بعد أن الخلافة حق شرعي، لعلي أستحقه بوصية من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أجل ذلك كانوا يطلقون عليه اسم "الوصي"، وأن الخلافة من بعده حق لبنيه من أخرجها عنهم فهو غاصب ظالم. وقد حدا بهم هذا إلى انتقاص الشيخين أبي بكر وعمر؛ لأنهما غصبا عليا حقه، وقد تولوا الحسن، ثم الحسين وبعد مقتل الأخير، اختلفوا لمن تكون الخلافة من أولاد علي، فبعضهم جعلها في أكبر أولاده، فتولوا بعد الحسين ابنه عليا زين العابدين. وبعد وفاته تولوا ابنه محمد الباقر. وبعد وفاة الباقر انقسموا، فمنهم من تولى زيد بن علي، وهم المعروفون بالزيدية. ومنهم من تولى جعفر الصادق بن محمد الباقر. إلا أن الزيدية كانت أعدلهم رأيا، وأخفهم غلوا فإنهم لم يتبرأوا من الشيخين، وكانوا يقولون: أن الخلافة في أولاد علي من فاطمة.
والإمام في نظرم يتعين بالوصف لا بالاسم، كما يقول أتباع جعفر الصادق. فمن استكمل صفات الإمامة من أولاد علي، وجبت عليهم نصرته. وعلى الجملة فقد افترقت الشيعة ثلاث فرق "الكيسانية"، وتولوا محمد بن الحنفية. و"الإمامية الجعفرية"، وتولوا جعفر الصادق. و"الإمامية الزيدية"، وتولوا زيد بن علي بن الحسين.
هذه هي أشهر فرقهم، وهناك فرق كثيرة منهم لا يهمنا سردها، ولكنا نشير إلى بعض عقائد الشيعة بوجه عام فنقول:
من عقائد الشيعة:
أولا: الرجعة يعتقد أصحاب هذه العقيدة، أن عليا لم يمت بل هو حي مختف، وسيعود فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا. وبعضهم