للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من لم يراع شيئا من ذلك، والمسانيد التي ألفت في هذا العصر كثيرة جدًّا منها:

مسند عبيد الله بن موسى المتوفى سنة "٢١٣"، ومسند الحميدي "٢١٩" ومسند مسدد بن مسرهد "٢٢٨"، ومسند إسحاق بن راهويه "٢٣٧"، ومسند عثمان بن أبي شيبة "٢٣٩"، ومسند الإمام أحمد بن حنبل "٢٤١"، ومسند عبد بن حميد "٢٤٩"، والمسند الكبير ليعقوب بن شيبة "٢٦٢"، ولم يؤلف١ أحسن منه لكنه لم يتمه، ومسند محمد بن مهدي "٢٧٢"، والمسند الكبير لبقي بن مخلد القرطبي "٢٧٦"، رتبه على أسماء الصحابة، ثم رتب حديث كل صحابي على أبواب الفقه، ومجموع من روى عنه من الصحابة فيه "١٦٠٠"، فجاء فكتابا حافلا مع ثقة مؤلفه، وضطه واتقانه، وقد فضله ابن حزم على مسند الإمام أحمد بن حنبل. قال ابن كثير في التاريخ، وعندي في ذلك نظر، والظاهر أن مسند أحمد أجود منه أجمع. ا. هـ.

وهذه الطريقة من التصنيف لا تخلو عن عيوب، فإن المطلع على المسانيد إذا لم يكن من أهل الفن المتضلعين فيه الواقفيه على أحوال المتون، والأسانيد تعذر عليه الوقوف على درجة الحديث من الصحة، والضعف، والاحتجاج به أو عدمه إذ كل حديث في نظره يحتمل الصحة والضعف. هذا إلى أن الوقوف على الأحكام الشرعية منها شاق على غير الحفاظ، المتقنين لعدم التناسب في جمع الأحاديث بين موضوعاتها، ومهما يكن من شيء، فلأصحاب المسانيد الفضل الأكبر في تجريد الأحاديث النبوية عن غيرها، وجمعهم كثيرا من متونها وأسانيدها، ولهم في تدوين الأحاديث التي لم تبلغ مرتبة الصحة مقاصد جليلة، منها أن طرقه قد تتعدد فيبلغ مبلغ الصحيح، ومنها أنها تصلح للاعتبار بها ومنها ما تتبين صحته


١ لأنه جمع الأحاديث، وأبان عن عللها.

<<  <   >  >>