أخطأ بعض الأثريين ومن بينهم إرمان "Erman" في الزعم بعدم وجود ذكر للتجار في النصوص المصرية لأننا نعلم بأن الرحالة في الدولة القديمة كانوا يذهبون إلى النوبة للتبادل التجاري ولا يغير قيامهم بهذا العمل لحساب الملك من حقيقة أنهم كانوا تجارًا؛ كذلك تشير قصة الملاح الغريق إلى أنه كان هو الآخر يقوم برحلته للتجارة، وقصة الفلاح الفصيح تدل هي الأخرى على أنه كان يتاجر في بعض سلع وادي النطرون، ولا تخرج رحلة بونت التي حدثت في عهد حتشبسوت عن كونها رحلة تجارية قامت بها بعثة ملكية؛ ولكن رغم هذا لم يكن للتجار كيان واضح في النصوص المصرية.
والغريب أن التبادل التجاري في الأسواق المحلية كان يتم عن طريق المقايضة، وقد ظهرت له صور في عهد الدولة القديمة؛ أما في الدولة الوسطى؛ فلم توجد أمثال تلك الصور، وفي الدولة الحديثة تعود صور المقايضات إلى الظهور؛ ولكنها كانت تحدث في الموانئ الكبيرة بجوار مكان رسو السفن.