للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[العسكرية]

لم يكن في مصر في أقدم عصورها جيشًا موحدًا؛ بل لكل مقاطعة قوتها العسكرية الخاصة ولكل من المعابد الكبيرة ولإدارة بيت المال فرقها الخاصة، وهذه كلها كانت تجمع عند الحاجة كما حدث عندما هاجم الآسيويون مصر في عهد الأسرة السادسة، -وقد ظل الحال كذلك إلى عهد الدولة الوسطى حيث ظل كل أمير يحتفظ في إقليمه بجيشه الصغير الخاص به. ولم يكن هذا الجيش يستخدم في الحروب؛ بل كان يقوم بأعمال أخرى وقت السلم؛ فإلى جانب حماية البعثات التجارية وبعثات استغلال المناجم والمحاجر في الصحراء كان الكثيرون من الجنود يستخدمون كعمال؛ وخاصة في هذه البعثات الأخيرة لجر ونقل الأحجار، وقد تنبه ملوك الدولة الوسطى إلى أن فِرَقًا كهذه لا يمكن أن تكون لها فاعلية الجيوش الموحدة المنظمة فأنشئوا لهم حرسًا خاصًّا ثابتًا استخدموه في حروبهم، وقد عرف هذا الحرس باسم "أتباع الحاكم".

أما في عهد الدولة الحديثة؛ فقد أخذ الطابع الحربي يسود البلاد بعد أن نجحت في طرد الهكسوس وذاقت طعم النصر في القتال وأقبل المصريون على الانخراط في سلك الجندية لما كانوا ينالونه فيها من شرف وفخار فضلًا عن المكاسب المادية التي يحصلون عليها في انتصاراتهم، وأصبح الجيش المصري ثابتًا يتألف من عدد من الفيالق أو الوحدات التي كانت على الأرجح تختلف في ملابسها وأسلحتها، ويغلب على الظن أن الجيش المصري لم يخلُ في أي وقت من المرتزقة وخاصة من النوبيين الذين استمر استخدامهم منذ أقدم العصور؛ ففي الدولة القديمة عملوا

<<  <   >  >>