كحرس للجبانات والمناطق الصحراوية، وفي عهد الفوضى الأول كانوا يعملون في جيوش المقاطعات وظلوا كذلك يستخدمون في الجيش في عهد الدولة الوسطى، أما في الدولة الحديثة؛ فكانوا يؤلفون فرقًا حربية تعمل في حفظ الأمن إلى جانب بعض النواحي الإدارية الأخرى، وقد زادت العناصر الأجنبية في الجيش ابتداء من عصر الأسرة التاسعة عشر حتى أصبحوا في العصر المتأخر يشكلون غالبية الجيش المصري، وكان يرأسهم رؤساء من بني جلدتهم. ومما يلاحظ في هذا الصدد أن جماعات الشردان والليبين أخذت تسود في أواخر عصر الدولة الحديثة بينما أفسحت مكانها في عصر النهضة "الأسرة ٢٦" وما بعدها للعناصر اليونانية.
وكما تطور الجيش في تكوينه تطورت كذلك الأسلحة التي استخدمها؛ ففي فجر التاريخ كان السلاح الشائع الاستعمال هو الهراوة "دبوس القتال" ذات الرأس الحجري التي ظلت تبين في النقوش حتى أواخر العصور الفرعونية كسلاح تقليدي يستخدمه الفرعون في تحطيم رءوس أعدائه. وفي عصر الدولة القديمة كان الجنود يسلحون بفئوس للقتال وبالقسي والسهام. وفي عهد الفوضى الأولى ظل استخدام القسي والسهام إلى جانب استخدام الحراب الطويلة والتروس في حالة الالتحام عن قرب، ولم يزد تسليح الجنود في عهد الدولة الوسطى عن ذلك كثيرًا؛ غير أن بعض الجنود كانوا يكتفون بالتسلح بمجرد مقلاع فقط. ومن المحتمل أن الخنجر استعمل في مختلف العصور؛ ولكنه لم يمثل مع الجنود في صورهم إلا نادرًا. وقد تغير شكل الفأس النحاسية في الدولة الوسطى حتى أصبحت تبدو كأنها السلاح الذي تطور إلى السيف المنحني