مع أن بلاد النهرين حظيت باهتمام الأثريين والباحثين منذ فتره طويلة نسبيًّا؛ إلا أن ما كتب عنها حتى عهد قريب لم يخرج عن كتابات بعض الرحالة الذين شاهدوا أطلالها ووصفوها، وقد بدأ بعض هؤلاء الرحالة فضلًا عن ذلك في نسخ بعض الكتابات التي شاهدوها على اللوحات في بعض الأماكن الأثرية، ومن أهم هؤلاء عالم النباتات "ميشو Michaud" الذي زار العراق وفارس في ١٨٧٢م، وحمل معه أثرًا بابليًّا منقوشًا عثر عليه جنوب بغداد حاول بعض الباحثين قراءته دون جدوى، وتوالى بعد ذلك الاهتمام بآثار بلاد النهرين، وبذلت جهود كثيرة في دراسة أماكنها وجمع التحف منها، وقد حاول بعضهم مقارنة ما كتبه هيرودوت وغيره من اليونان بما شاهدوه من أطلال بابل. وفي عام ١٨٢٧م، قام أحد الإنجليز بأول حفائر وعثر على بعض اللوحات الفخارية والأختام الأسطوانية والنقود، وبعدئذٍ تتابعت الجهود ولكنها كانت في أول الأمر لا تتم بطريقة علمية؛ بل كان الهدف منها الحصول على ما يمكن الحصول عليه من آثار وتحف، وكان معظم المنقِّبين من قناصل الدول الأجنبية أو ممثليهم. ومن نهاية القرن التاسع عشر بدأت التنقيبات المنتظمة تأخذ دورها حتى عصرنا الحالي وقد بدأها الألمان في بابل حوالي عام١٨٩٩م، والأمريكيون في نفر "نيبور" حوالي ١٨٨٨م.