الذي يدير أمور أهل الحرفة ويتولى رعاية شئونهم، ومع أن شهرة الفينيقيين الرئيسية كانت لمهارتهم في الملاحة؛ إلا أنهم تفننوا في استغلال كل ما يمكن أن تجود به بلادهم من موارد، وقد اشتهرت أخشاب أشجارهم بالجودة وخاصة شجر الأرز والصنوبر؛ ولذا فرض على جيرانهم الاتصال بهم والاتِّجار معهم للحصول على هذا الخشب الثمين، كما أنه من المرجح أن زيت الصنوبر ونشاراته كانا يستخدمان في التحنيط، كذلك استخدمت أخشاب الصنوبر في بناء قصر ومعبد سليمان، كما استخدمها الأشوريون أيضًا في بعض قصورهم وخاصة من عهد سرجون الثاني.
أما في مجال الزراعة: فقد وصلوا إلى مرحلة راقية واستخدموا المحراث؛ بل وكانوا أحيانًا يستغلون الفيل كحيوان لجر المحراث في الزراعات الكبيرة، وأكثر وسائل النقل استعمالًا عندهم كانت عربات ذات عجلتين تجرها أربعة خيول "شكل ٢٦"، وربما كان الحمار يستعمل في الخدمات بدل الخيل قبل دخول الحصان أيام الهكسوس، وكان استخلاص الحب من سنابله يتم إما بأن تمرر على السنابل لوحة خشبية بأسفلها شظايا