بصفته مفوضًا من الآلهة واجباتٌ متعددة، ولذا كان بالطبع يحتاج إلى جمهور كبير من المعاونين؛ إذ كان له جملة وزراء يرأسهم وزير وهذا الرئيس يختص غالبًا بشئون السياسة الخارجية، ومن أخطر الوزراء منصبًا وزير المالية؛ إذ إنه كان مسئولًا عن الشئون الاقتصادية المختلفة، ويلي هؤلاء الوزراء أهمية قواد الجيش الذين علت مكانتهم بعد أن زادت جيوش الملوك قوة وعددًا.
وكان الملك يعين حكامًا وولاة للأقاليم، وكان هؤلاء في أقدم العصور أشبه بأمراء الإقطاع؛ إذ كانوا يرثون مناصبهم؛ ولكن زال عنهم هذا الحق فيما بعد حيث أصبح الحكم المركزي قويًّا، كما أن الملوك كانوا يعينون قضاة مدنيين بدرجات متفاوتة إلى جانب قيام الكهنة بتطبيق أحكام الشرائع وتفسير نصوصها في المعابد.
ويمكننا أن نعتبر طائفة من موظفي الخاصة أو البلاط كموظفين عموميين في نفس الوقت؛ حيث كان هؤلاء يقومون بمهام رسمية إلى جانب مراكزهم في البلاط، ومن هؤلاء مندوبون للملك يرسلهم كسفراء خصوصيين ليمثلوه لدى الدول الأجنبية ويصحبهم عادة مترجمون وكتبة وقضاة.
ومع وجود هذه الطوائف من الموظفين كان نشاط الملوك في الاضطلاع بمهام الدولة المختلفة غير محدود ونتبين في آثارهم مدى تنوع الأعمال التي قاموا بها كما نتبين مدى وقوفهم على مختلف شئون الدولة حتى في بعض الأمور التافهة؛ فكثيرًا مانجد أنهم كانوا ينظرون في بعض شكاوى الأفراد ويعيدون الدعاوى إلى المحاكم لإعادة النظر فيها استيفاءً لبعض الأصول المتبعة، كذلك كانت بعض القضايا لا يبت فيها إلا بقرار من