للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التمييز بين الأنواع السائدة في الفترات التاريخية المختلفة.

ونظرًا لعدم وجود الأحجار الثمينة من جهة والصلبة من جهة أخرى؛ لَجَأَ أهل بلاد النهرين إلى استعمال الخزف في كثير من الأغراض حتى إنهم استعملوا الطوب الخزفي في تكسية جدران بعض المباني العامة وتزيينها، كذلك نجد أنهم كانوا يستعملون أحيانًا بعض الأواني المعدنية؛ وخاصة من النُّحاس والفضة، وقد برعوا في الصياغة واستخدموا في ذلك الذهب والفضة والأحجار الثمينة كما امتازت بعض مصنوعاتهم الخشبية بما كان فيها من تطعيم بالذهب والفضة والبرونز والأحجار الكريمة، كما أنها كانت تكسى أحيانًا في بعض المواضع بصفائح من الذهب.

والظاهر أن خام البترول "الأسفلت" قد عرف من أقدم العصور وكان يستخدم مختلطًا بالطين أو القش كنوع من الملاط، وكان أحيانًا يستعمل وحده دون أن يكون مخلوطًا، وليس معنى هذا أنهم لم يعرفوا سواه؛ بل توصلوا إلى ملاط من الجير أيضًا.

وكانت الحرف والصناعات المختلفة تخضع لنظم معينة وبعضها على الأقل كانت تحت رقابة دقيقة؛ فعملية النسيج كانت تتم تحت رقابة رؤساء عمال يعينهم الملك، وقد حدد حمورابي الأجور اليومية للعمال كما حدد أتعاب عامل المعمار والمبيض ونص على العقوبات التي تفرض على من يخطئ في تنفيذ المطلوب منه.

ويفهم من قانون حمورابي أيضًا أن تعليم الصناعة كان يخضع لنظم معينة؛ فإذا ما أخذ رجل صبيًّا إلى بيته لتربيته وتعليمه حرفة

<<  <   >  >>