العملية، وقد عثر على بعض مؤلفاتهم في هذا المضمار وإن كنا نجهل أسماء بعض المواد التي ذكروها، كما أن بعض عملياتهم الكيماوية كانت تتضمن بعض الرقى السحرية والدينية ومع ذلك فقد تمكنوا من استخلاص الكثير من المواد المفيدة مثل الزئبق وعرفوا الماء الملكي الذي يذيب الذهب ونجحوا في استخراج عدد كبير من الأدوية المعدنية، وصلنا منها أسماء ما لا يقل عن "١٢٠" نوعًا.
وفي مجال الطب توصلوا إلى الكثير من المعلومات المهمة عن الأمراض وتشخيصها وعن تشريح الجسم والعقاقير النافعة، وإن كان العلاج قد ظل مختلطًا بالسحر؛ لأنهم كانوا يعتقدون أن الأمراض كانت تسببها أرواح وشياطين شريرة، وأن الآلهة التي تساعد على التخلص منها، وقد اعتبروا أن الإله "إيا" إله الماء هو إله الطب أيضًا، ونظرًا لاستخدام المياه كثيرًا في العلاج؛ فإن الطبيب كان يطلق عليه كلمة معناها: العارف بالماء؛ كذلك كان من آلهة الطب عندهم الإله "ننازو" أي سيد الأطباء، وكان ابنه "ننجشزيدا" أيضًا من آلهة الطب، ومن رموزه المقدسة عصا تلتف عليها حية أو حيتان وهذه هي التي يتخذها الأطباء حديثًا شارةً لهم حيث تعتبر الحية قادرة على تجديد شبابها؛ لأنها تخلع جلدها فيعود إليها الشباب. ونظرًا لأن العلاج كان كثيرًا ما يتضمن الرقى والتعاويذ لاسترضاء الآلهة والحصول على مساعدتها في شفاء المرضى فإن الأطباء كانوا غالبًا من الكهنة، ومع هذا لم يهمل هؤلاء في علاجهم فن تشخيص الأمراض ووصف العلاج إلى جانب ما يلجئون إليه من العرافة والسحر.
ويستدل من النصوص التي خلفها أهل بلاد النهرين على أن عدد